يوما ما كنت حزينه فقررت أن اذهب
علي شاطيء البحر أجلس هناك
ربما يرتاح بالي وحينما وصلت
رأيت مركب صغير علي شاطيء البحر
أقتربت منه ووجدته قديم وقد
تركه صاحبه هنا وربما
سيقوم بأصلاحه يوما ما
أقتربت وجلست علي حافته
وسرحت بعيدا ولم استطيع
أن أمسك نفسي عن البكاء
وفجأة سمعت صوتا يناديني
ويقول لي لماذا تذرفين الدمع
علي شطأني؟
ومالي أراكي حزينة هكذا؟
فقلت له : كيف لا ابكي
وانا حبيبي هجرني
كيف لاابكي وأنا قد أنطفيء نوري
وغرقت مراكبي وتدهورت موانئي
وخسرت أجمل شيئا في حياتي
وذبلت ورودي وأصفرت عروقي
وأصبحت تائهة بين نفسي
ولاأعرف أين المصير
ولا الي أين أسير
فأجابني البحر بجواب قد استغربت
كثيرا حينما سمعته
قال لي هل الأنسان غدارا كما أنا؟
هل الأنسان أفكاره عميقه كعمقي أنا؟
هل يستطيع الخداع كما أنا اخدع؟
هل وهل وهل
أستغربت لما اسمعه
وقلت له كيف تعترف يابحر
بأنك غدار ومخادع
فأجاب لابد أن أعترف لأن خداعي
يعلمه كل الناس
وعمقي قد جربه كل الناس
ولكن هل الانسان يستطيع أن يعترف
بكل ماهو فيه
فأحترت بماذا ارد
وقفت حائرة أمام ماسمعت
وبعدها أجبت
وقلت له يابحر
ليس كل أنسان غدار
وليس كل أنسان مكار
فقال لي أنه يشعر بأنني قد
أعاني من غدر الانسان
فبكيت وحزن هو
وقال لي لاتحزني فمن ذهب اليوم
غدا يأتيك افضل منه
فرددت عليه أنا لاأعاني من الغدر
بل حبيبي رحل وتركني هنا
وقد وعدني بأنه سيعود
وأنا تعبت من الأنتظار
فقال لي أحكي لي عن حبيبك
فربما أنا رايته هنا أو هناك
سرحت قليلا وبدأت الكلام
قلت له حبيبي أشبه بفرسان زمان
طويل ورشيق
ابيض اللون مائل للاحمرار
عيونه عسلية ومهما وصفت
جمالها فسأعجز كما عجز الرسامين
عن رسم ملامحها وعجز الشعراء
في وصف جمالها
بسمته ساحره
تسحر كل من يراها
كما سحرتني
ريحته تفوح من بعيد
عندما أشمها أدرك بأنه
هو من أتي من بعيد
فماذا أوصف يابحر
وماذا أقول لك بعد
هل اتكلم عن
طيبة قلبه
تواضعه
أتزانه
عطفه
حنانه